الدكتورة سحر الحسيني تكتب: ليتزن الكون ويختل ميزان قلبي
اعتدت تنسيق الحرف بسلاسة ونعومة.
لم أعمد يومًا للخضوع لقيصريةٍ أشق بها بطن الأبجدية لِتُسفر عن ميلاد عباراتي المفضلة.
أرنو إلى ذلك النص البعيد المنغمس ما وراء الأحرف..
المقروء ما بين السطور وفراغات الجُمل….
تنتابني دومًا تلك البرودة السارية بسرعة الصاروخ، غير عابئة بقلبي الواهن.
تبًّا لذلك الشتاء الذي يتساقط بغزارة في تلك النصوص المولودة في ذلك الفصل الحزين.
على مضضٍ أُشعل ذلك الموقد الكامن ما بين فواصل الجُمل، متأملةً تقاطيع أبجديتي بهدوء.
متشبثة غير مبالية بحبل أفكاري المهترئ
علَّني أولِّد من رحم الفكرة أفكارًا تؤنس وحدتي، وتغمرني بذلك الدفء المصطَنع.
في محاولةٍ بائسة أحاول الكتابة عنه علَّني أنال قسطًا من الفرح.
دون شعورٍ مني أعمد إلى ذلك الركن البارد المظلم؛ حيث ذلك الأرغول القديم، ها هو قابع كعجوزٍ أصابه ألزهايمر محدقًا في اللاشيء.
لا زلت أهفو إليه كلما حلَّ شتائي.
صنعت أوتاره منذ زمن غير بعيد، مستعينة بأوتار الكرة الأرضية التي توقفت يوم أحببته ليتزن الكون ويختل ميزان قلبي.
أعزف لحنًا عزوفًا
ما بالي الليلة؟
ما هذا اللحن؟
ربما صار معتادًا كطقس سرمدي مألوفةٌ تفاصيله
تعيسة نوتته.. بائسة تراتيله..؟!
نعم، فقد عكفت على عزفه منذ سنواتٍ مضت.
تخيلت واهمةً أن ثمة ابتسامة تلُوح بالأفق، ثم اكتشفت أنها إحدى الغيمات الثقيلة تشق طريقها فوق قمر قد أفل.
وحدي أشعر بالبرد القارس…. وشتاء محسود بدفء مريديه.
سحر الحسيني