خدعوك فقالوا “إن الإتيكيت هو إتيكيت المائدة وسلوكياته واستخدام أدوات الطعام المختلفة والطرق الصحيحة في تناول الطعام بمختلف المناسبات والاحتفالات”.
من خلال مقالنا الأسبوعي، سوف نتطرق للعديد من الموضوعات الخاصة بـ”الإتيكيت” و”البروتوكول”، وسنستعرض الفرق بينهما.
في البداية إن كلمة “إتيكيت” منحدرة من أصول فرنسية etiquette تعطي مدلولًا للالتزام والتقيد بالمتطلبات السلوكية التي تفرضها أعراف المجتمع وتقاليده.
كما تعني كلمة “إتيكيت” بالعربية “الملصق أو البطاقة”، وقد ارتبطت الكلمة بمسمى “إتيكيت” بسبب واقعة تاريخية، وهي أن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر (1638-1715)، اعتاد أن يقيم حفلات في قصر فرساي ويدعو النبلاء لمختلف الحفلات، وفي إحدى المرات واجه بستانيَّ القصر مشكلة جدية، حيث لم يتمكن من منع النبلاء من أن يطأوا على عشب الحديقة، بسبب عدم الالتزام بالسير في الممرات المخصصة للدخول إلى القصر، فقرر أن يضع لافتات اسمها “إتيكيت” لتحذيرهم، وتعني: “ابتعد عن العشب، ولا تدوس الأزهار”، إلا أن هذا لم ينجح، فقرر الملك أن يصدر مرسومًا باحترام هذه اللافتات وعدم تجاوزها، ومن هنا جاءت كلمة “إتيكيت”، وأصبح معناها لافتة أو بطاقة صغيرة تساعد الأشخاص في معرفة أو كيفية التصرف في المواقف المختلفة، ثم تطور الاسم ليعني كل الأشياء التي نفعلها وتساعدنا على التوافق بشكل أفضل مع من نلتقيهم في حياتنا اليومية.
وقد استخدم ملك فرنسا لويس الرابع عشر هذا التطور لصالحه، فقام بتدوين مجموعة من قواعد الآداب لترسيخ موقفه السياسي وترويض النبلاء الفرنسيين الذين كانوا يهددون عرشه في ذلك الوقت، حيث كان يطبع بطاقات صغيرة أو “étiquettes” لتذكير زوار القصر بقواعد السلوك المناسب، وعلى سبيل المثال، نصَّت هذه البطاقات على الأماكن التي يُسمح فيها للناس بالجلوس أثناء العشاء، وقواعد الملبس وما إلى ذلك، لتنتشر قواعد تلك الآداب السلوكية في جميع أنحاء أوروبا، وبات كبار الشخصيات الذين يزورون القصر في فرنسا معجبين بهذه الأعراف الاجتماعية الجديدة.
ونود القول إن احترام النفس، والأخرين، وحُسن التعامل معهم يعرف بـ”أداب اللياقة، أو فن المعاملة”، حيث يعد “الإتيكيت” مجموعة سلوكيات توضح طريق التصرف الراقي والسليم إزاء المواقف المختلفة التي نتعرض لها في حياتنا اليومية، إضافة إلى أنه يُطلق عليه فن الخصال الحميدة والتي من شأنها إعطاء انطباع جيد دائمًا، وكذلك إقامة علاقات ناجحة مع مختلف الشخصيات التي نتعامل معها.
وهنا يجب الإشارة إلى أهمية “الإتيكيت الاجتماعي” الخاص بالتعامل مع العائلة والأصدقاء وفي الحياة الاجتماعية، حيث إن الالتزام بقواعده يُكسب الفرد الأسس ومبادئ السلوكيات الاحترافية، التي تساهم في إعطاء شكل احترافي.
كما أنه يساعد الفرد في نجاح بحياته العملية ونجاح المؤسسة التي ينتمي إليها، وتحسين صورتها الذهنية ليصبح خير سفير لها، كما تساعد على تطوير الأداء الوظيفي وممارسة الأنشطة المختلفة عن طريق تنمية المهارات وكيفية إقامة علاقات ناجحة مع جماهير المنظمة، سواء أكان جمهورها الداخلي من زملاء العمل، أو جمهورها الخارجي من عملاء أو هيئات ومؤسسات يتم التعامل معها.. وللحديث بقية.