دعني أراك.. قصيدة جديدة للشاعر منصور جبر
دعني أراكَ ولا تَغِبْ عن ناظري
يا من سكنتَ من الهوى في خاطري
الشمسُ تشرقُ إن رأيتُكَ باسما
والأرضُ تنضحُ بالأريجِ العاطرِ
أوما علمتَ بأنَّ حبكَ قد غدا
غيثا لقلبي كالغمامِ الماطرِ
وأراك تركضُ في فؤادي تارةً
وتجولُ أخرى في بياض دفاتري
وتعيشُ في عينيْ وتبسمُ ضاحكا
وتعضُّ بالأسنان كل مشاعري
وتخبِّئُ الدنيا إذا ما جاءني
شوقٌ إليكَ وللجمالِ الثائرِ
هل كنتَ إلا غيمةً محمولةً
أو كنتَ إلا في جناحَيْ طائرِ
أو كنتَ قنديلاً يضيءُ سماءَنا
أو نَغْمةً أو كِلْمةً للشاعرِ
أو زهرةً ميَّاسةً في دوحةٍ
جاءتْ فراشتُها بلونٍ شاعري
هذا الغموضُ أراهُ يفتِكُ بالقُوَى
تاهتْ لديهِ طرائقي ومصادري
إن جاء جُنحُ الليلِ كيف تقولُ ليْ
دَعْ عنكَ عذلي إن أردتَ تَخَاطُري
مَهْ يا جيوشَ الحبِّ هُبِّي صوبَنا
وتجمَّعي وتآزري وتقاطَري
وترفَّقِيْ وترقَّقِيْ وتلطَّفِيْ
وتوالدي وتناسلي وتكاثري
عيناكَ تقتلُ بالسهامِ إذا بَدَتْ
تصطادني من دون سيفٍ شاهرِ
فأصير مرهون اللقاء وليتني
أحظى بتقبيلٍ لجفنٍ آسرِ
أنا لست غواصاً لأركبَ زورقاً
لكنني أرتادُ كل مخاطري
هل تجسرين لكي تخوضي رحلةً
عيناكِ مجدافي وأنتِ محاجري
ليعود هذا الليل في سربالهِ
يطوي السماء من الضجيج الهادرِ
شعر منصور جبر