يقول نزار قباني، الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه.
من نعم المولى تعالى على عباده أن جعل المحبة والمودة في الأرض بين الكائنات جميعها ولا سيما البشر، فحينما تجد نفسك رحيماً ملاطفاً هرة فذلك من المحبة.
ومن مظاهر تنمية الحب بيننا أن جعل الله تعالى المودة والرحمة بين الأزواج وزوجاتهم، وجعل صلة الأرحام، والمعروف لذوي القربى إلى غير ذلك ينمي المحبة.
والحب شيء في الضمير ومن الضمير تنعكس نتائجه على الإنسان فحينما يمتنع الموظف أو المسئول عن الرشوة، وخرق القوانين رغم حاجته، فهو محب لنفسه ومجتمعه، وحين يمتنع الإنسان عن ارتكاب المعصية – وإن كان خوفاً من العقاب السماوي – فذلك محبة لله تعالى ومحبة للنفس، وعندما يصلي الولد ويحرص على الصلاة؛ فهو محب لوالده؛ لأنه يعلم بمسئولية أبيه عنه أمام الله عز وجلَّ.
والحب معناه عام وشامل وليس محددًا، فهو كل توجه من القلب إلى المحبوب أو غريزة إنسانية تنشط أحياناً وتهدأ أخرى، وتختلف حسب الزمان والمكان، وهو تركيبة ديناميكية فسيولوجية، ودافع لا مفر منه، وقد يكون طاقة كامنة في أعماقنا تسكن، وقد تتفاعل وتنطلق مثل الزلزال قد يحدث أولاً أو قد لا يحدث، وقد يكون لفظة مجردة من أي مضمون، ويرتبط بكل الصفات النبيلة، و القيم ، ولنقل أنه مشاعر رقيقة مهذبة، وعاطفة وإحساس راق ينبذ الغش، والخداع، والكذب ، وهو سلوك متفق مع المبادئ كالعطاء بلا مقابل، والوفاء والإخلاص لمن نحب، وإنكار الذات، والتضحية إذا لزم الأمر فذاك هو الحب .
ومن المفارقات أن الحب قد يكون حلواً جميلاً مليئاً بالحيوية، والسعادة، وقد يكون مليئاً بالمرارة والمأساة والضياع، وللحب ضروب متنوعة ومتعددة أعلاها وأهمها الحب في الله، وأدناها منزلة محبة العشق، وما يقتل الحب في النفوس إلا الحقد والحسد.
أخيراً.. للحصول على المحبة يجب على المرء بذلها ومنحها أولاً دون مقابل، فالحب بذل وعطاء، ومن فضل الله تعالى علينا أن جعل المحبة في الكون سرمدية، والعلاقات بين البشر ليست بالمدة الزمنية، وإنما بالمحبة والمودة، وكل ما هو صادق حتما سيستمر، فلنشكر المولى جل وعلا على نعمة المحبة والمودة.