محمد صبحي: المسرح التجريبي"تخريبي".. وسعد أردش قال هتكون أعظم ممثل كوميدي في مصر
قال الفنان محمد صبحي إن هناك شيء اسمه تطور وهناك شيء اسمه "خزعبلات"، موضحًا أن "الخزعبلات" هي التي لا تبنى على منهج.
أضاف خلال حديثه عن المسرح التجريبي في ماستر كلاس ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثانية، “دورة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب” حضور عدد كبير من الفنانين، وأنه يجب إتقان مذاهب المسرح الأساسية ثم الثورة عليها وتقديم اتجاهًا مختلفًا تمامًا عنها.
تحدث الفنان الكبير عن خلافه مع المخرج والفنان القدير الراحل سعد أردش أثناء دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والذي قال عنه سعد أردش بعدها أنه سيكون أعظم ممثل ومخرج كوميدي في مصر.
ويستعرض الأيام المصرية في السطور التالية أبرز تصريحات محمد صبحي، التي جاءت على لسانه خلال الماستر كلاس.
وقال محمد صبحي: كنت أهاجم المسرح التجريبي وأسميه التخريبي مشيرًا أن ذلك مثل التغريب والأشياء التي قدمت في المسرح التجريبي، التي كنت أسميها وقد كرمت هنا من وزارة الثقافة من فاروق حسني وأنا أهاجم المسرح التجريبي وأسميه المسرح التخريبي.
وأردف صبحي أنه ما يعني أنك لم تستطع تقديم المسرحيات الكلاسيكية أو المذهب الطبيعي أو التعبيري أو الملحمي أو الواقعية الرمزية.
ولفت إلى أنك لم تتمكن من تقديم كل ذلك ولا تعرف هذه المناهج، ثم تأتي لتقدم الـabsurd أو اتجاهًا مختلفًا تمامًا.
وتابع أنه لا يجب فعل ذلك، ولكن المهارة أن تجيد المسرح الواقعي والطبيعي وهذه المذاهب المختلفة والرمزية، ثم ثُر عليها، بمعنى أنك ثُر على ذلك عندما تكون متفهمًا لهذا المسرح.
محمد صبحي: تونس بدأت بمسرح العبث
وضرب صبحي مثلًا على ذلك بتجربة تونس وشمال أفريقيا المسرحية، قائلًا إن ذلك مثل تجربة تونس وشمال أفريقيا عامةً، فقد حدثت لهم هجمة واستنهاض للمسرح، فبدأوا بالـabsurd أو مسرح العبث.
وأشار أنني كنت في لجنة تحكيم بتونس، فقلت لهم إنني آسف فأنا أتمنى أن أرى موليير، فأنتم لديكم اللغة الفرنسية، فأريد أن أرى موليير أو شكسبير أو إسكيليوس أو سوفوكليس.
وأردف أنني أريد حتى أن أرى مسرحيات عصر النهضة والعصر الحديث، أو آرثر ميلر، فهناك أسماء كثيرة يمكن أن نذكرها، فنرى هذه المدارس ثم من خلال إتقانك لها ثُر عليها.
وأوضح صبحي أنني من الناس أعتقد الذين ثاروا بعد قراءة وفهم، وبعدما قدمت نماذج في المسرحيات التي قدمتها كلها، فلا توجد مسرحية مثل الأخرى من حيث تناولها أي من حيث نوعيتها أو ما المنهج الذي يُطبّق لهذه المسرحية، وهناك مسرحيات أخرى ملحمية مفتوحة مع الصالة.
محمد صبحي: المسرح الغنائي كان يتم فيه قطع الأحداث لتقديم أغنية أو رقصة
وتطرق صبح بالحديث عن المسرح الغنائي، قائلًا إن أيضًا المسرح الغنائي عندما كنا نقول الكوميديا الغنائية، كنت أكتشف أنها مسرحية ثم يتم قطع الأحداث حتى يقدم أحد أغنيةً ويقدم رقصةً.
تساءل هل إذا تمت حذفهم يؤثرون في العرض؟، الإجابة لا، لا يؤثرون، إذًا فليست لهم ضرورة، إنما عندما تجلس في الصالة تقول إن هذا الاستعراض لو تم حذفه، فلن أفهم المسرحية ولن أستطيع أن أكمل العرض، أو إن هذه الأغنية جعلت شيء يتفتح في ذهني عن العلاقة بين هذه الشخصية وتلك.
محمد صبحي: كنت على خلاف مع سعد أردش
واستدرك صبحي : أنا من الناس الذين بدأوا الحمد لله بمنهج ستانسلافسكي، وهو أول منهج مسرح في العالم والذي أفادني فيه أستاذي رحمه الله سعد أردش، و معه وأنا طالب وهو أستاذي، وكان هذا الخلاف نتيجته أن أفهم ما لا كنت لا أستطيع فهمه.
وأكمل أن ستانسلافسكي أول مدرسة في العالم وهي ستوديو الممثل، وكان هذا الرجل مالتي مليونير في الاتحاد السوفيتي وصرف كل أمواله على الفن، وكتب كتاب حياتي في الفن وكتاب إعداد الممثل.
أوضح أن سعد أردش قام بإخراج مشهد كوميدي لي في مشروع التخرج، وأنا في السنة الرابعة، فقلت له إنني آسف، أستاذ سعد أنا لا أريدك أن تخرج لي المشهد، وهو أستاذ الدفعة.
وواصل محمد صبحي أن سعد أردش قال لي بتقول ايه ؟، قلت له إنني لا أريد من حضرتك أن تخرج لي المشهد، قال لي لماذا؟، فقلت له إنني حضرتك تقول لي قل لماذا باللون الأحمر وكيف باللون الأخضر، فماذا يعني أن أقول لماذا باللون الأحمر؟، فلو أنني قلتها باللون البنفسجي كيف سأقولها؟، وأردف، ضاحكًا أنني ظللت أسخر مما يقوله لنا ثم خرجت من المحاضرة.
وأتم الفنان الكبير محمد صبحي قائلا: بعد حوالي ساعة فوجئت أن الدفعة خرجت، نبيل الحلفاوي، شعبان حسين، هادي الجيار رحمه الله ولطفي لبيب، وقالوا لي الأستاذ سعد قال عنك كلام كان يجب أن تسمعه، فقلت لهم إنه من المؤكد أنه متضايق مني، فقال لهم إن هذا سيكون أعظم ممثل ومخرج كوميدي في مصر.
مواعيد المهرجان القومي للمسرح المصري
يذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ17، دورة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، والذي يرأسه الفنان محمد رياض، يقام خلال الفترة من 30 يوليو وحتى 17 أغسطس.
