هناك العديد من مخاطر اللحوم الحمراء بالرغم من لديها الكثير من الفوائد، فهي من الأطعمة الرئيسية في يومنا ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك سوف تكون محط أنظار الجميع، اللحوم الحمراء تحتوي على فيتامينات ومعادن ضرورية للجسم فهي تبني نظام غذائي صحي ومتوازن إذا تناولها الشخص بالكمية المناسبة وبالطريقة الصحية لها؛ ولكن في الفترة الأخيرة.
مخاطر اللحوم الحمراء
انتشرت مفاهيم خاطئة وشائعات حول أضرار تناول اللحوم وأنها سبب رئيسي في بعض الأمراض مثل النقرس، السرطان وغيرها.. ولكن هل هي بهذا السوء ومضرة بالفعل أم مجرد شائعات؟
جاءت الدراسات الحديثة تروج لفكرة أن اتباع نظام غذائي نباتي لا يحتوي على لحوم أو دواجن ومشتقاتها هو السبيل الصحي لدى الأفراد، حيث جاءت ورقة بحثية في 2016 من أكاديمية التغذية في واشنطن أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكر بنسبة 62% كما يقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ليس فقط الفوائد الصحية المتعلقة بالنظام الغذائي النباتي التي تحيدنا عن تناول اللحوم الحمراء أو الدواجن ولكن المخاطر الصحية التي يمكن أن تحدث لنا من تناولنا للحوم الحمراء، نقلا عن medicalnewstoday
في الآونة الأخيرة انتشر مفهوم تناول اللحوم الحمراء له ارتباط وثيق بخطر الإصابة بالسرطان؛ في عام 2015 نشرت منظمة الصحة العالمية تقرير موثق يفيد أن اللحوم الحمراء من المحتمل أن تكون مسرطنة، مما يعني أن هناك احتمال على وجود أدلة تثبت إصابة الشخص بالسرطان نتيجة تناوله اللحوم الحمراء.
ومن جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية إلى أن اللحوم المصنعة وهي اللحوم التي يتم تحويلها من خلال عمليات (التمليح- المعالجة- التخمير- التدخين) وغيرها من تلك العمليات التي تستخدم لتعزيز النكهة أو تحسين حفظ اللحوم هي سبب رئيسي للإصابة بالسرطان، مما يعني أيضا أن هناك أدلة بأن اللحوم المصنعة جميعها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
هل هناك أدلة كافية على أن اللحوم تسبب أمراض مميتة؟
-السرطان
استعرضت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أكثر من 800 دراسة تقييم آثار اللحوم الحمراء المعالجة على أنواع مختلفة من السرطانات.
وجدت الوكالة أن كل 50 جرام من اللحوم المصنعة المستهلكة يوميا تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%، مما يعني وجود أدلة على صلة اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، المستقيم، البنكرياس والبروستاتا.
ولكن تجمعت أغلب الأدلة حول طهي اللحوم الحمراء أو اللحوم المصنعة في درجات حرارة عالية مثل القلي والشواء وأن تلك الحرارة العالية هي المسؤولة عن زيادة نسبة خطر الإصابة بالسرطان.
واتفق مع والوكالة الدولية لأبحاث السرطان المعهد الوطني للسرطان، مؤكدا أن طهي اللحوم في درجات حرارة عالية يؤدي إلى انتاج بعض المواد الكيميائية التي لها صلة وثيقة بالسرطان.
ورغم الدراسات المعروضة إلا أن منظمة الصحة العالمية أفادت أن الألة المقدمة من كلاهما غير كافية على ربط تناول اللحوم الحمراء بشكل مباشر بخطر الإصابة بالسرطان.
– الفشل الكلوي
أفادت دراسة بحثية نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، بوجود ارتباط يعتمد على كمية اللحوم المستهلكة يوميا بخطر الإصابة بالفشل الكلوي، حيث وجدت الدراسة أن المشاركين الذين يعتمدون على تناول اللحوم بنسبة 25% لديهم فرص الإصابة بالفشل الكلوي نسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأشخاص الذين يعتمدون على تناول اللحوم الحمراء بنسبة أقل من 25% وبالتالي تقل أمامهم فرص الإصابة بالفشل الكلوي.
– أمراض القلب
النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والكوليسترول هو عامل الخطر الأول لأمراض القلب؛ حيث توصلت عدد من الدراسات إلى أن اللحوم المصنعة تندرج ضمن هذا العامل ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وكانت هناك دراسة في عام 2014 تناولت 37000 رجل كانوا يستهلكون اللحوم بشكل يومي، توصلت الدراسة أن الرجال الذين استهلكوا أكثر من 75 جرام من اللحوم الحمراء المصنعة معرضين أكثر لخطر أمراض القلب مقارنة بالأشخاص الذين يستهلكون لحوم حمراء مصنعة أقل من 25 جرام يوميا.
الكمية المناسبة لتناول اللحوم الحمراء بشكل يومي
اتفقت نتائج الدراسات التابعة لمنظمة الصحة العالمية على أن زيادة استهلاك اللحوم الحمراء يمكنه أن يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المميتة مثل (السرطان بأنواعه- القلب والأوعية الدموية) علما أن استهلاك اللحوم الحمراء المصنعة يزيد بالفعل من تلك المخاطر.
وعلى الرغم من تلك الدراسات إلا أن اللحوم الحمراء لديها العديد من الفوائد الصحية التي لا غنى عنها في نظام غذائي صحي؛ كل 100 جرام من لحم بقري نيء يحتوي على حوالي 25 % من النسبة الموصى بها من فيتامين ب 3، و32% من النسبة الموصي بها من الزنك.
كما تحتوي على نسبة عالية من الحديد الذي يتم امتصاصه بشكل أفضل من الحديد المشتق من الفواكه والخضروات المختلفة، فيتامين ب 6، السيلينيوم، العديد من المعادن.
لذا أوصى المعهد الأمريكي بضرورة الحد من استهلاك اللحوم الحمراء بشكل عام بمعنى يجب تناولها ضمن نظامك الغذائي ولكن بنسب متناسبة بشكل يومي أو أسبوعي، مع الحد تماما من تناول اللحوم المصنعة.
وكانت التوصية بتناول ما لا يزيد عن 18 أونصة أي ما يعادل 559.86 جرام من اللحوم الحمراء المطبوخة بشكل صحي أسبوعيا.